الجمعة، ٢٥ مارس ٢٠١١

مشروع التوعية السياسية في الشارع

لي صديق طلب مني أن أعينه على ما يعتزم فعله من نشر للتوعية السياسية لرجل الشارع البسيط ففكرت أن أكتب كلاما عاميا بصيغة السؤال والجواب لرجل الشارع البسيط وأرجو منكم إفادتي بملاحظاتكم وإضافاتكم وشكرا


يعني ايه دولة مدنية؟

يعني دولة اللي بيحكمها القانون المدني مش القانون العسكري ولا القانون الديني


وايه المشكلة يعني لما يحكمنا القانون الديني؟

المشكلة إن لو واحد بيحكم باسم الدين هيبقى هو مصدر الشرعية .. يعني ايه؟ يعني اللي يقول عليه هو الصح لأنه هيبقى بيحكم باسم ربنا بقى وطبعا انت عارف إن ماحدش يقدر يعمل كده غير سيدنا النبي محمد عليه الصلاة والسلام إنما من بعده لازم اللي يحكم يحكم برأي الناس وقانون الأغلبية، وبعدين احنا في مصر أصلا عندنا مادة بتقول إن الإسلام هو دين الدولة وإن الشريعة الإسلامية مصدر رئيسي للتشريع وكلنا مسلمين ومسيحيين راضيين بيها إنما اللي مانرضاهوش إن واحد ييجي يحكمنا ولو غلط واحنا اعترضنا عليه يقول لنا أنا باحكم باسم الدين ولو اعترضتوا عليا يبقى بتعترضوا على ربنا ... ساعتها يبقى احنا لبسنا ف الحيط


طيب يعني الناس اللي قصدها إننا نفصل الدين عن الدولة قصدهم كده؟

مش كلهم .. في ناس بيقولوا كده إنما في ناس تانية ودول الناس اللي فاهمين غلط. بس دول قليلين وسيبك منهم آخرهم يطلعوا ع التليفزيون أو يكتبوا كلمتين ع النت


دول الناس ولاد الـ..... اللي عايزين حرية في كل حاجة وعايزين يفتحوها على البحري بقى...

مش شرط برضه. أصلا انت تتفق معايا إن أكبر ذنب ممكن حد يعمله إنه يكفر صح؟ طيب تعرف إن ربنا بقى أعطانا الحرية حتى في الكفر للي عايز يكفر؟ مش ربنا بيقول "فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر"؟ يعني اللي عايز يكفر يكفر هو حر فأكيد أي حاجة تانية بقى هتبقى أقل من الكفر يبقى عنده حرية إنه يعملها. الحرية تبقى مؤذية لما تتعدى على حرية حد تاني وساعتها ماتبقاش حرية تبقى قلة أدب. يعني ماينفعش واحد يمشي عريان في الشارع ويقول دي حريتي لأنه كده بيؤذي المجتمع كله. إنما الحرية الصح هي اللي ييجي معاها مسؤولية على طول. انت عارف احنا ليه ربنا هيحاسبنا ومش هيحاسب الحيوانات ولا الملايكة حتى؟ علشان احنا عندنا حرية الاختيار وهم ماعندهمش فمع الحرية تيجي المسؤولية والحساب على طول. وبعدين الدولة المدنية مش علشان الحرية بس، إنما علشان حاجة تانية مهمة جدا ويمكن أهم من الحرية كمان وهي العدل والعدالة الاجتماعية.


يعني ايه العدالة الاجتماعية؟

شوف يا سيدي .. العدالة الاجتماعية دي يعني من الآخر الناس كلها تبقى مرضيّة. يعني أقل عامل في البلد يبقى بياخد مرتب يكفيه إنه يعيش ويفتح بيت ويعلّم عياله. طبعا العدالة الاجتماعية مش معناها إن الناس كلها تبقى أغنيا أو الناس كلها تبقى فقرا لأن ربنا خلق الناس طبقات وهتفضل طول عمرها طبقات. الفكرة بس إن أقل واحد في البلد يبقى معاه اللي يكفيه إنه يقضي حاجاته الأساسية وحاجات أولاده زي المسكن والمأكل والملبس والتعليم كمان. والعدل مع الحرية دول هم اللي يعملوا "إنسان" وهم اللي يفرقوا الإنسان عن غير الإنسان.


أكتر حاجة بقى تضمن لنا تحقيق العدل والحرية والكرامة دول هي الديمقراطية .. ويعني ايه ديمقراطية؟

يعني ببساطة حكم الأغلبية. الشعب في انتخابات حرة نزيهة يختار اللي هيمثلوه في البرلمان بجد وبعد كده القرار يبقى بالأغلبية جوة البرلمان فيبقى كأنك بتاخد رأي الشعب كله في كل حاجة


طيب افرض الأغلبية دي اختارت حاجة غلط؟

ازاي بقى؟ دايما رأي الأغلبية هو الصح حتى لو كان غلط .. ازاي؟ علشان رأي الجماعة هيبقى على الأقل بيجنبنا المشاكل اللي ممكن تحصل جوة المجتمع وتقسمه فحتى لو الجماعة غلطانة من وجهة نظرك لازم تعرف إن رأيها هو الأصلح لها حتى وإن ماكانش هو الأصح في كل الأحوال


طيب افرض أنا مش موافق على رأي الأغلبية؟

ماهي حاجة أساسية في الديمقراطية إننا نحترم الاختلاف طالما في الصالح العام طبعا يعني زي الاستفتاء على التعديلات الدستورية مثلا كان في ناس بتقول نعم وناس بتقول لا والاتنين كانوا خايفين على البلد بس دلوقتي نعم كسبت المفروض بتوع لا مايتقمصوش بقى إنما يحترموا رأي الأغلبية ويشتغلوا معاهم لمصلحة البلد. وده في كل حاجة بقى لأن كمان انت النهاردة لو أقلية بكرة تبقى أغلبية في حاجة تانية وهكذا. مشكلة حسني مبارك إنه كان دايما زانقنا ومش مخلينا نعرف نختلف مع بعض علشان ماكانش في حرية وكان هو اللي بيختار لنا وكلنا كنا عارفين إن أي حاجة في مصلحته هي غلط وأي حاجة ضده فهي صح إنما دلوقتي بقى هنبقى دايما محتارين ما بين حاجتين أو أكتر صح وفي مصلحة البلد وهي دي بقى ممارسة الحرية. وبعدين الديمقراطية الصح هي إن يبقى في كذا اختيار قدامك والناس تختار بحرية والأقلية ماتتقمصش من الأغلبية والأغلبية ماتمشيش تدبّح في الأقلية برضه إنما الاتنين يشتغلوا مع بعض على حسب نتايج التصويت الحر النزيه


طيب خلينا بقى نتكلم شوية عن مؤسسات الدولة...

أولا: يعني ايه دولة؟

يعني المؤسسات أو الهياكل التنظيمية اللي بتنظم الحياة بين الناس علشان تحقق لهم المصلحة. يعني كل مؤسسات الدولة دي شغلتها إنها بتدير أملاكنا بس احنا ناس عندنا أملاك (مصر دي ملكنا كلنا على فكرة) فاحنا بس مش فاضيين ندير أملاكنا فبنوكّل ناس بدل مننا يديروها لنا، يشتغلوا موظفين عندنا يعني وبنديهم مرتباتهم من ضرايبنا.


طيب ايه هي سلطات الدولة؟

أولا عندك حاجة اسمها السلطة التنفيذية ودي هي الحكومة بكل وزرائها ودي من اسمها كده هي سلطة تنفيذ القوانين. القوانين اللي بتتحط في البرلمان هم اللي بينفذوها. والوزارة دي يا إما تبقى تابعة للبرلمان لو انت نظامك برلماني، يعني الحكومة يختارها البرلمان على حسب الأغلبية ورئيس الوزرا هو اللي بيبقى المنصب الرئيسي في البلد إنما منصب رئيس الجمهورية بيبقى منصب شرفي زي تركيا كده يا إما نظامك يبقى رئاسي فالريس يعيّن الحكومة وتبقى الحكومة تابعة له زي أمريكا كده.


وبعد كده عندك السلطة القضائية ودول القضاة طبعا، ودول المفروض يفضلوا مستقلين عن الحكومة وعن الرياسة والسلطة الوحيدة اللي فوق القاضي تبقى هي ضميره علشان ماينفعش مثلا الريس أو رئيس الوزرا يقول للقاضي احكم بايه وماتحكمش بايه.


وبعد كده عندك السلطة التشريعية ودي سلطة مهمة جدا لأن دي هي اللي بتحط القوانين والتشريعات اللي البلد كلها بتمشي عليها والسلطة دي بتتكون من أعضاء البرلمان وشغلانة أعضاء البرلمان دي في ناس كتير بتتلغبط فيها علشان كده لازم نقولها بوضوح. عضو البرلمان بيشتغل شغلانة مهمة جدا وعلشان نعرفها لازم نفتكر اتفاقنا إننا اصحاب البلد والبلد دي ملكنا واننا بنوظف الحكومة والريس دول عندنا علشان يديروا أملاكنا. فعضو البرلمان بقى هو إنه بيمثلنا في إدارة أملاكنا وده عن طريق إنه بيقوم بدورتشريعي ودور رقابي. يعني ايه؟ يعني بيقترح قوانين أو يوافق أو يرفض قوانين مقترحة وده الدور التشريعي أما الدور الرقابي بقى فهو إنه يراقب على الحكومة أو حتى الرئيس ويشوفهم بيشوفوا شغلهم صح زي ما وظفناه ولا بياخدوا مرتباتهم من ضرايبنا ومش شايفين شغلهم؟ وساعتها بقى يقدم استجوابات ويروّقهم


وبالنسبة للدستور بقى .. يعني ايه دستور؟

من الآخر هو اسمه عقد اجتماعي. يعني عقد احنا كشعب بنمضيه مع الناس اللي في الحكم علشان نضمن حقوقنا عندهم وأي عقد في الدنيا بيبقى في طرفين والطرفين بتوع العقد الاجتماعي ده هم المحكوم كطرف أول والحاكم كطرف تاني. زي عقد التوظيف كده احنا كشعب بنوظف حكامنا. فبنوظفهم بعقد يقول لهم هم هيعملوا ايه بالظبط علشان لما نحاسبهم نحاسبهم على أساسه. بس علشان يبقى العقد ده سليم لازم احنا كشعب نتوحد ونتفق على اللي احنا عايزينه كلنا علشان ماحدش يضحك علينا يبقى لازم كلنا نصدق إننا أول حاجة مصريين فقرا وأغنيا ولا مسلمين ومسيحيين وأي ملة تانية لازم كلنا نصدّق إن المصلحة واحدة وهي مصلحة مصر وإننا كلنا شركا في ملكية البلد دي ولازم نتفق ما بيننا وبين بعضنا علشان ماحدش يضحك علينا وياخد حقوقنا في أملاكنا




للتواصل والنقاش على الفايس بووك

http://www.facebook.com/note.php?created&&note_id=10150169416559789



باسم زكريا السمرجي

25/3/2011

هناك تعليق واحد:

  1. التعليق ده ورد من صديقي مازن الأعسر

    "بسيط و سلس ... و أحب أضيف مفهوم الفصل بين سلطات الدولة بمعنى اني لازم أحد من وجود السلطة التنفيذية ممثلة في الوزراء في البرلمان اللي هو سلطة تشريعية و رقابية إلا في حالة إذا كان نظامنا برلماني و في الحالة دي برضه بيبقى في قوانين و ضوابط بتحكم دور الوزير في البرلمان .

    لازم برضه أضمن حرية السلطة القضائية و إن السلطة التنفذية متتحكمش فيها ، يعني لما تاخد حكم تطلع بيه على الداخلية اللي هي بتمثل السلطة التنفيذية ولازم تنفذ لك الحكم دة ، و لو الظابط رفض التنفيذ من حقك ترفع عليه قضية و ساعتها ممكن ياخد حكم ب 3 سنين لتعطيل تنفيذ حكم قضائي"

    ردحذف