الثلاثاء، ٢٩ مايو ٢٠١٢

خطوات على طريق "الشكرمون طاخ في الترللي"

أبدع صناع السينما المصرية حين تركوا لنا تصورات متعددة نقيس عليها ما يمكن أن يؤول إليه حالنا – نحن المهتمين بالشأن العام أو المتابعين له – إن استمر الوضع السياسي على ما هو عليه. فلدينا محمود عبد العزيز حين طاف الشوارع في آخر مشهد من فيلم (جري الوحوش) يهذي بـ "عايز طرلوب على قدّي يا أهل الطب ". ولدينا يحيى الفخراني في آخر مشهد من فيلم (الكيف) حين أعلن عن سره الخطير قائلا "أنا اللي صهفصت الهوا وبهيصت الشفاشي باللولة" ثم صار يرقص هاتفا "اتعلمت اللغة .. اتعلمت اللغة". وأيضا محمود عبد العزيز مرة أخرى في فيلم (العار) .. "الملاحة، الملاحة .. وحبيبتي ملو الطرّاحة". وإن كنت مُخيّرا بين الثلاثة لاخترت "اتعلمت اللغة" فمن المفيد أن نتوهم أننا تعلمنا شيئا حتى لو كان آخر شيء نستطيع أن نتعلمه قبل أن نفقد القدرة على الإدراك. وهذه التدوينة هي مجموعة من الأسئلة التي لا إجابات لها ولكنها خطوات على طريق "الشكرمون طاخ في الترللي" فنحن بالطبع نعرف كيف أن "الشكرمون" ركن ركين في اللغة التي تعلمها يحيى الفخراني.

  • متى أصبح الطرف الذي نواجهه قادرا على أن يحصرنا في مربع رد الفعل؟ وهل كنا دائما في مربع رد الفعل، غير أن إدراكنا لذلك كان متأخرا بعض الشيء؟ هل قمنا حقا بثورة ما زال الصراع فيها مستمرا؟ أم هل كانت انتفاضة فاجأتنا وفاجأتهم (لا أدري من هم بالتحديد .. ربما يكونون "الشكرمون" ذاته) لكنهم كانوا أكثر حنكة منا فاستطاعوا احتواها ولم نستطع لسذاجتنا – التي نحب أن نخدع أنفسنا ونسميها نقاءنا الثوري – أن نطوّرها؟ أم هل كانت أحداث "دُفعنا" إليها من البداية لاحتواء احتمالات لثورة حقيقية؟!
  • من هو الطرف الثالث؟ بل من هو الطرف الثاني؟ هل هو المجلس العسكري، المخابرات، شبكات مصالح الحزب الوطني؟ أم أنها أطراف خارجية يجذبها إلى مصر وضعها المتميز على الخريطة الذي وصفه بدقة الراحل نجيب سرور؟ ماذا تريد أمريكا وإسرائيل، السعودية، إيران، تركيا، الصين، قطر، جمهورية الكونغو الديمقراطية؟! وكيف تتقاطع كل مصالح كل تلك الأطراف؟ من هو توفيق عكاشة؟ ولصالح من يعمل؟ من هو إبراهيم عيسى؟ ولصالح من يعمل؟ ما حقيقة الراجل اللي واقف ورا السي بي سي وجريدة الوطن؟ من هو عمر سليمان؟ ولصالح من يعمل؟ وما حقيقة علاقته بآل سعود؟
  • ماذا يحدث داخل أروقة جماعة الإخوان المسلمين؟ ماذا كان يحدث داخل أروقة جماعة الإخوان المسلمين؟ كيف يتعامل الإخوان المسلمون مع المجلس العسكري؟ كيف يتعامل الإخوان المسلمون مع أمريكا وإسرائيل؟ ماذا تريد جماعة الإخوان/خيرت الشاطر من الثورة؟ لماذا صبحي صالح؟ وليه مابيروحش يكشف عند دكتور مثلا؟! (مش هاقول لماذا عبد القادر أحمد علشان ماصعبهاش على نفسي) ..
  • من هم السلفيون؟ وما الفوارق بين مجموعات السلفيين المختلفة؟ لماذا أيدوا أبو الفتوح لا مرسي الأقرب عقديا لهم؟ هل فعلا أسطورة النضوج السياسي لحزب النور صحيحة أم أنهم قاموا بذلك بناء على تعليمات من جهة ما؟ لماذا بعد أن أيدوا أبو الفتوح لم يحشدوا له؟ ففي المطرية رأيت مسيرة لتأييد أبو الفتوح لا تتعدى 10 أفراد! وعلمت من إحدى مدارس تحفيظ القرآن التابعة للسلفيين ولجماعة حزب النور بالذات أن الشيخ قال لهم هو مرسي، رغم أن تلك المجموعة كانت تعمل ضد الإخوان في الانتخابات البرلمانية (اللي هيقول لي هم اشتغلوا على قد ما يقدروا واحنا كده بنظلمهم هاضايقه على فكرة)
  • من هو حازم أبو إسماعيل؟ وما حقيقة علاقته بأمريكا؟ وأين كان أيام موقعة العباسية؟ هل كان حقا في أمريكا؟ وما حقيقة علاقته بالإخوان وبالسلفيين؟
  • ما سر صعود حمدين صباحي المفاجئ قبيل الانتخابات الرئاسية؟ (هاعمل عبيط ومش عارف) هل كان لتفتيت الأصوات الذاهبة لأبو الفتوح لينتهي بهما الحال خارج السباق؟ أم هل كان المقصود أن يدخل للإعادة فيربح الانتخابات ويصير "رمز الثورة" الذي وصل للرئاسة فيتم احتواء الثورة بالكامل داخل مؤسسات الدولة؟ هل ما زال ذلك السيناريو قائما؟ هل يتم الفصل في قانون العزل؟ وهل يتم عزل شفيق الآن ليدخل حمدين الإعادة ويربح، فيطعن شفيق بعد الانتخابات فيقبل الطعن ونعيد الدور من الأول؟ أم هل يحدث العكس؟ هل يقبل حمدين صباحي منصبا في رئاسة شفيق أو الإخوان؟ هل يحل أحمد شفيق بعد وصوله إلى الرئاسة البرلمان، ويزج بالإخوان في السجون؟ وتعاد انتخابات البرلمان ليربح أغلبيته حزب ما قد يفكر حمدين صباحي في تأسيسه، فيصير التدافع شكلانيا بين الثورة والثورة المضادة، تنتهي بوصول حمدين صباحي للرئاسة في 2016 أو ربما قبل ذلك، والثورة انتصرت و"والله وعملوها الرجالة"؟
  • ماذا يريد الإخوان (تاني)؟ هل هم غافلون عن المشهد الذي يعد لمذبحة قادمة لهم؟ هل هم غافلون حقا عن الشعبية التي خسروها من انتخابات البرلمان وحتى الآن؟ لماذا يصرون على التعالي على القوى السياسية الوطنية؟ هل يظنون أنهم بذلك متوكلون على الله وأن الله نصيرهم فلا حاجة لهم في البشر؟ هل هم غافلون عن كلام الراحل علي شريعتي أن من الاستحمار أن ترى بيتك يحترق وتذهب لتصلي ركعتين بدلا من أن تُطفئ النار؟ أم هل رتب الإخوان صفقة مع الفشيق فريق يحصلون بموجبها على مواقع ما في السلطة التنفيذية أو ربما في مؤسسة الرئاسة؟ وهل يثقون في مثل تلك الصفقة؟ أم هل يدركون أن في سيطرتهم الكاملة على الدولة تعني تحلل التنظيم وأن المظلومية هي حصن التماسك التنظيمي الأخير وبالتالي هم يلعبون للخسارة؟ إن كان ذلك كذلك فلماذا إذن دفعوا بمرشح للرئاسة؟ هل لاستكمال حبكة المظلومية، أم أن انحسار شعبيتهم البادي في نتائج الانتخابات الرئاسية هو ما دفعهم لرؤية تلك الحقيقة؟
  • الحكم في قضية مبارك وولديه والعادلي؟!
  • هل فعلا الشكرمون طاخ في الترللي؟!



باسم زكريا السمرجي
29/5/2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق