الجمعة، ٤ مايو ٢٠١٢

ليلة الغريبين


ليلة فيها ارتكبنا السماء

غريبين كنا وكان القمر كسولا ملتحفا بالسواد

حتى رآنا .. توسّل إلينا كي نؤجل حكايتنا

حتى يستطيع أن يعبّئ ذاكرته بالحكايا الجديدة

كما يتوسل إليّ الوزن الآن لكي يمسك بزمام القصيدة

لكن، كان النسيم أضعف، كما هو طيفك الآن ..

وأنا يا غريبة كما تعلمين ..

قوي على البندقية، ضعيف أمام النسيم

وليس في ذلك مقابلة أو تضاد .. بل هو عين الترادف

***

على حافة التوهج وقفنا طويلا

نسلم أنفسنا للنسيم .. فيحملنا

بعيدا إلى ساحة الامتزاج السماوي البريء

إلى الكمال الذي لا يكتمل إلا باشتياقه المتجدد لنقصانه

***

كنا غريبين حتى أسكرنا النسيم

وامتدت برفق يداه، تنزع عنا رداء الغرباء ..

فنخرج من حدودنا إلى اللاحدود،

حيث تتشابه أوجه حجر النرد

فيصير كل شيء لا شيء ..

ويصير اللاشيء كل شيء

ربما لهذا زهدنا فتجاوزنا التوهج لما هو أبعد

***

وما بعد البعيد ..

لا تهم اللغة،

فكان الكلام لنا هو ذلك النقصان ..

المكمل لاكتمالنا



وما بعد البعيد..

لايهم من نكون أو ما نكون

فلقد رأيتك فراشة ورأيتك غزالة

ورأيتك في كل تلك الصور التقليدية التي تعلمناها في المدارس

ورأيتك مئذنة تخرج من سطح كنيسة

مصباحا كهربائيا خافتا ..

يتظاهر بأنه "لمبة جاز" تقليدية

رأيتك قمرا جنوبيا حملته رياح الشمال

ورأيتك أغنية تفرد لي جناحها لأنام

فكان من الطبيعي أن أستيقظ لأجد نفسي طائرا

يجيد الغناء

***

كنا غريبين .. وكانت الليلة

فارتقيناها لتوغل في غربتها

بينما نحن صعدنا فلم نعد كذلك




باسم زكريا السمرجي
2/5/2012

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق