الاثنين، ٢٣ مايو ٢٠١١

أسطورة الفتى العادي - نثر

كنا جلوسًا في ساحة الأبد...

في تلك المساحة المنسية بين قصر الملك وقبره...

حيث كل شيء، وحيث لا شيء

نتبادل النكات المهترئة...

والضحكات المنهكة...

والقلوب المعتّقة في سراديب الماوراء والماقبل.

نتسمّع وقع أقدامهم،

نتعجب كيف يمشون على الهواء...

كيف استطاعوا أن يصنعوا المعجزة

يقطع سؤالنا ذلك الصوت المألوف لقبضته المتهالكة وهي تدق الباب،

إنه التاريخ...

يخلع عنه عباءته المزركشة...

وكهولته المعتادة...

ولحيته الكثة...

وتلك الصورة النمطية التي فرضتها دواعي الدراما.

يجلس بيننا...

يشكو إلينا ثقل ظل الأمير وضحكات الحاشية...

التي تفرضها دواعي الدراما.

ثم يوغل في الصمت، وينصت.

يراقب أسراب الحمام تعانق أطياف الشهداء في السماء...

وتختبر معها ألحانها الجديدة.

يتابع همة العجوز التي تعيد حياكة ثوبها الأسود كل ليلة...

وهي تعلم أن الصباح المتصابي سيعود يمزقه مثل كل يوم.

يوصيها بألا تسرف في تطريزه بالنجوم...

فهو يعلم أيضا أنه لن يدوم...

فتجيبه بابتسامة حانية

دون أن تلتفت...

لدواعي الدراما

فيطاوعها ثم يصرف عنها النظر...

يراقب ذلك الفتى العادي

يندهش من قدرته على الحياة...

كيف استطاع المرور..

كيف تمكن من مراوغة...

دواعي الدراما.



باسم زكريا السمرجي
23/5/2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق