الثلاثاء، ٧ ديسمبر ٢٠١٠

لماذا أكتب

لماذا أكتب؟ لا أدري حقا. هل هي حالة التوحّد التي تنشأ بين الكاتب والمكتوب حيث يقيد التجربة بقيد الأوراق ليطلقها من شاطئ الواقع إلى عباب الخيال تحملها سفن اللغة؟ هل هو صوت صرير القلم الشجي الذي يكاد يبزّ -إذ يبث شكواه نغما بين الناس - صوت نزف الناي ؟ أم تلك الحالة من النشوة التي يعتلي صهوتها الفؤاد فينطلق في فضاء الفتوحات الربانية يكتشف أسرار اللغة التي اصطفاها الله، يعيد بحرية ترتيب الأشياء، فالشمس يفصل بينها وبين التوقف عن الإحراق بعض الحروف والقمر يتمنّع على التناقص بلمحة من القلم؟ أم أن اصطياد التجارب المحلقة في سماء الذاكرة الضبابية واستدراكها لشراك الأوراق يُسهّل استدعاءها فيما بعد إن طلبها حنيني للذكريات؟ فرغم سنين عمري الثلاثة والعشرين أتـّقي برد الواقع بدثار من خيوط الحنين إلى ذكريات عشتها حتى إذا نفذت الذكريات والحقيقة لا تزال تلفح الفؤاد ببردها لجأت إلى خيوط الشوق إلى ذكريات لم أعشها، ويظل قلبي هكذا في مخضة الذكريات تراوحه دفعة حانية من كف فلاحة سمراء بسيطة بين الشوق والحنين، حتى يصعّد في ركام الحاضر إلى أن يرتقي إلى سماء الأحلام التي تقف قيود التوقيت على أبوابها خاشعة لا تقدر على التقدم وإلا احترقت. أم أن ما مايدفعني إلى الكتابة هو الالتزام الذي تفرضه الكتابة على الكاتب بالانتباه لكل ما حوله من الموجودات وتجاوز كياناتها المادية البرّانية والغوص في مكنوناتها الجوّانية للظفر بأسرارها الربانية؟ أم هو كل ذلك؟ أم هو لا شئ من ذلك؟ لا أدري. وعلى العموم لا يهم المهم أنني الآن أكتب



باسم زكريا السمرجي

15-11-2010

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق