الأحد، ٢ أكتوبر ٢٠١١

في حضرة الأطفال

في طريقي إلى العمل كل يوم أمر على حديقة للأطفال بإحدى المدارس ولا أستطيع أن أصف بالكلام الطاقة التي تجتاحني في حضرة الأطفال وهم يلعبون. هي طاقة مُرهقة أجدني في بعض الأحيان غير قادر على احتمالها فيتسرّب بعضها في عَبَرات تتسرّب من القلب والروح إلى المُقل تتسلل منها إلى الكون تخاطبه بلغته وتصير جزءا منه. ولا أدري ما مصدر تلك الطاقة حقا، ربما تلك البراءة في أرواحهم، مع ذلك الشغف المطل من عيونهم يفضح كل زيف، ويُسقط كل حجاب يحول بين المرء وبين قلبه، ويحرر القلب من أسر العقل، فيفصح القلب بالعَبَرات عن حقيقة ألم وأمل تجاوزهما العقل ادعاءً ووهما وآه من كم الأوهام التي ينسجها العقل شباكا عنكبوتية يظن أنه يستطيع أن يصطاد بها الحقيقة ويلتهمها إحاطة وإدراكا. وأنى ذلك وقد اتخذ العقل أوهن البيوت بيتا له ومأوى. تظل الحقيقة متجاوزة للعقل، مستقرّة في القلب. ويظل القلب في زمرة القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء. ويظل الأطفال هم في بعدهم عن العقل الأقرب للقلب، الأقرب للفطرة، الأقرب للحق.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق