الخميس، ٩ يونيو ٢٠١١

تعلمت من رحلة تركيا

سافرت لتركيا مع بعض من الشباب المصري لمد جسور التواصل بين البلدين على المستوى الشعبي وللاقتراب من التجربة التركية قدر الإمكان. كانت تلك تقريبا أول مرة أسافر فيها خارج حدود البلاد وقد تعلمت من تلك الرحلة الكثير، بعضه كان تعلما مباشرا مما شاهدته من الأتراك، وبعضه كان تعلما غير مباشر من التفاعل مع المشاركين في الرحلة، مصريين كانوا أم أتراك أو حتى إعادة اكتشاف لنفسي.

· تعلمت أن قوة الفرد أو الجماعة في استقلال الإرادة

· تعلمت أن المستقلين هم الذين يستطيعون أن يعملوا في جماعة ويأنفون من ثقافة "الجماهير"

· تعلّمت أن المستقلين هم الذين يمتلكون رفاهية النظر في أعين الناس جميعهم دونما صغار

· تعلّمت أن أرق الناس باطنا هم أغلظ الناس ظاهرا

· تأكدت أن الإنسان هو الحل

· تأكدت أن الأسرة هي وحدة بناء الأمة

· تعلّمت أن المجتمع التراحمي لا يتصارع مع المجتمع التعاقدي بل يستطيع أن يُوجه التعاقدات ويُنتج تعاقدية تراحمية مؤنسنة تحقق له التفوق الصناعي دون الجور على حقيقته الإنسانية

· تعلّمت أن أسوأ ما يمكن أن يُبتلى به المرء حب الظهور

· تأكدت أن "الميديا" أسوأ اختراع اخترعه الإنسان ولا يُلجأ إليه إلا اضطرارا

· تعلمت أن التوفيق قرين تغلّب تحرّي الإخلاص

· تأكدت أن من تعجّل شيء قبل أوانه عوقب بحرمانه

· تعلّمت أن المُدّعين ما تقدّموا إلا حينما ترفـّع المُؤهلون

· تعلّمت أن ترفع المؤهلين عن التصدي لأمر غلب على ظنّهم أنه لا يتم إلا بهم هو تقصير ونقص في أداء شكر النعمة، فالأهلية نعمة من الله يبتلي بها عباده، فمن فرّط فيها ليتقدم من ليس بأهل، يكون كمن لا يملك حين أعطى من لا يستحق، وهو يكون إما خائفا مقدوحا في توكّله أو متكبّرا مقدوحا في إيمانه

· تعلّمت أن لكل مكانة ألم وجائزة ومن سعى للألم سعت إليه المكانة ومن سعى للجائزة راوغته المكانة

· تعلّمت أن كثيري الكلام قليلوا الفعل

· تأكدت أن الحكمة في الإقرار بالجهل إقرارا يخلق مساحة للتعلم، وأن أي ادعاء لعلم هو حجاب بين المدعي وبين جهله

· تعلّمت أن السياسة لن يُصلحها السياسي بل يصلحها "الإنسان"

· تعلّمت أن الفهم لا يرتبط بالضرورة بالعلم

· تأكدت أن الذي لا يثق في شعبه هو ديكتاتور وإن ادعّى غير ذلك

· تعلّمت "أحمد داود أوغلو"

· تعلّمت أن جودة التنظير لا تكون بتماسك الصياغة، بل بقدرة التنظير على التفاعل مع الواقع وتوجيهه

· تأكدت أن العظماء هم كذلك لأنهم متواضعون

· تعلّمت أن العالم لن يعرف مكاني حتى أكتشفه أنا

· تعلّمت أن الاختلاف ثراء


كانت تلك أول مرة أرى فيها مصر من أعلى. لم أكن أدرك أنها باهتة إلى هذه الدرجة. لا أدري كيف يمكن لمن رآها على مثل تلك الحالة أن ينام.



باسم زكريا
9/6/2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق